ولا تظن إن قوله تعالى " إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم "
هو مختص
بيوم المعاد يوم القيامة فقط بل هؤلاء الأبرار في نعيم في دورهم الثلاثة
وهو الحياة الدنيا وفي القبر وفي الآخرة...وهؤلاء الفجار في جحيم في دورهم
الثلاثة الحياة الدنيا وفي القبر وفي الآخرة
وأي لذة
ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب وسلامة الصدر ومعرفة الرب تبارك وتعالى
ومحبته والعمل على موافقته ؟ وهل العيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم ؟
وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على خليله عليه السلام بسلامة قلبه فقال "
وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم "
والقلب
السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والكره والشح والكبر وحب
الدنيا أعيدها وحب الدنيا " وماهذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار
الأخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون " ¤ " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك
ذو الجلال والإكرام " والرياسة وسلم من كل آفة تبعده عن الله وسلم من كل
شبهة تعارض خبره ومن كل شهوة تعارض أمره وسلم من كل إرادة تزاحم مراده
وسلم من كل قاطع يقطع عن الله فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا
وفي جنة في البرزخ وفي جنة يوم المعاد
وسلامة
القلب لا تتم له سلامة حتي يسلم من خمسة أشياء من شرك يناقص التوحيد وبدعة
تخالف السنة وشهوة تخالف الأمر وغفلة تناقص الذكر وهو يناقص التجريد
والإخلاص
الله اكبر الله اكبر