عن وهب بن منبه قال :
أتي بامرأة من بني إسرائيل يقال لها سارة : وسبعة بنين لها إلي ملك كان يفتن الناس علي أكل لحم الخنازير ، فدعا أكبرهم فقرب إليه لحم خنزير فقال : كل قال : ما كنت لاكل شيئاً حرمه الله عز وجل علي أبداً فأمر به فقطعت يداه ورجلاه وقطعه عضواً عضواً حتي قتله ، ثم دعا بالذي يليه ، فقال : كل فقال : ما كنت لاكل شيئاً حرمه الله عز وجل علي فأمر بقدر من نحاس فملأت زمناً ثم أغليت ، حتي إذا غلت ألقاه فيها ، ثم دعا بالذي يليه فقال : كل .. قال : أنت اذل وأهون علي الله من أن اكل شيئاً حرمه الله علي ، فضحك الملك ، وقال : أتدرون ما اراد بسبه إياي ؟ أراد أن يغضبني فأعجل في قتله وليخطئه ذلك ، ومر فحز جلد عنقة ثم أمر به أن يسلخوا جلد رأسه ووجهه ، فسلخوه سلخاً فلم يزل يقتل كل واحد منهم بلون غير قتل أخيه ، حتي بقي أصغرهم فالتفت إليه وإلي أمه فقال لها : لقد رأيت فانطلقي بابنك هذا فاخلي به .
وأريدك علي أن يأكل لقمة واحدة فيعيش لك قالت : نعم فخلت به فقالت : أي بني إنه كان لي علي كل رجل من إخوتك حق ، ولي عليك حقان ، وذلك أني أرضعت كلاً منهم حولين فمات أبوك ، وأنت حمل فنغصت بك فأرضعتك لضعفك ولرحمتي عليك لك أربعة أحوال فأسالك بالله وحقي عليك لما صبرت ولم تأكل شيئاً مما حرم الله عليك حتي لا تلقي يوم القيامة ولست معهم ، قال (الصغير) : الحمد لله الذي أسمعني هذا منك ، فإنما كنت أخاف أن تريديني علي أن اكل مما حرم الله علي ثم جاءت به إلي المللك فقالت : ها هو ذا قد أردته وعرضت عليه فأمره الملك أن يأكل فقال : ما كنت لاكل شيئاً حرمه الله تعالي فقتله وألحقه بإخوته ، وقال لأمهم : إني أجدني أرثي لك مما رأيت اليوم ويحك ، فكلي لقمة ، ثم أصنع بك ما شئت وأعطيك ما أحببت تعيشين به قالت : أجمع بين ثكل ولدي ( أولادي ) ومعصية الله ، فلو حييت بعدهم ما أردت ذلك ، وما كنت لاكل شيئاً حرمه الله علي أبداً فقتلها وألحقها ببنيها .
( كتاب 100 قصة من حياة الصالحين والصالحات )
أتي بامرأة من بني إسرائيل يقال لها سارة : وسبعة بنين لها إلي ملك كان يفتن الناس علي أكل لحم الخنازير ، فدعا أكبرهم فقرب إليه لحم خنزير فقال : كل قال : ما كنت لاكل شيئاً حرمه الله عز وجل علي أبداً فأمر به فقطعت يداه ورجلاه وقطعه عضواً عضواً حتي قتله ، ثم دعا بالذي يليه ، فقال : كل فقال : ما كنت لاكل شيئاً حرمه الله عز وجل علي فأمر بقدر من نحاس فملأت زمناً ثم أغليت ، حتي إذا غلت ألقاه فيها ، ثم دعا بالذي يليه فقال : كل .. قال : أنت اذل وأهون علي الله من أن اكل شيئاً حرمه الله علي ، فضحك الملك ، وقال : أتدرون ما اراد بسبه إياي ؟ أراد أن يغضبني فأعجل في قتله وليخطئه ذلك ، ومر فحز جلد عنقة ثم أمر به أن يسلخوا جلد رأسه ووجهه ، فسلخوه سلخاً فلم يزل يقتل كل واحد منهم بلون غير قتل أخيه ، حتي بقي أصغرهم فالتفت إليه وإلي أمه فقال لها : لقد رأيت فانطلقي بابنك هذا فاخلي به .
وأريدك علي أن يأكل لقمة واحدة فيعيش لك قالت : نعم فخلت به فقالت : أي بني إنه كان لي علي كل رجل من إخوتك حق ، ولي عليك حقان ، وذلك أني أرضعت كلاً منهم حولين فمات أبوك ، وأنت حمل فنغصت بك فأرضعتك لضعفك ولرحمتي عليك لك أربعة أحوال فأسالك بالله وحقي عليك لما صبرت ولم تأكل شيئاً مما حرم الله عليك حتي لا تلقي يوم القيامة ولست معهم ، قال (الصغير) : الحمد لله الذي أسمعني هذا منك ، فإنما كنت أخاف أن تريديني علي أن اكل مما حرم الله علي ثم جاءت به إلي المللك فقالت : ها هو ذا قد أردته وعرضت عليه فأمره الملك أن يأكل فقال : ما كنت لاكل شيئاً حرمه الله تعالي فقتله وألحقه بإخوته ، وقال لأمهم : إني أجدني أرثي لك مما رأيت اليوم ويحك ، فكلي لقمة ، ثم أصنع بك ما شئت وأعطيك ما أحببت تعيشين به قالت : أجمع بين ثكل ولدي ( أولادي ) ومعصية الله ، فلو حييت بعدهم ما أردت ذلك ، وما كنت لاكل شيئاً حرمه الله علي أبداً فقتلها وألحقها ببنيها .
( كتاب 100 قصة من حياة الصالحين والصالحات )